تنمية المفاهيم الخلقيىة عند الطفل
تعتبر القيم الخلقية حجر الاساس لبناء أي مجتمع والمحافظة عليه والعمل على تماسكه واستمراره ، فالقيم الخلقيه هي مجموعة من المعايير الاخلاقية والسلوكية التي تحكم سلوك الطفل وتوجهه وفقا لمنظومة اخلاقية تعتمد تعليمها على القرآن والسنة وتتفق مع الآداب والاخلاقيات التي تستمد من الشرائع السماوية والتي تجعل لحياة الفرد معنى ووظيفة فهي تضبط سلوكه واتجاهاته.
تعريف القيم الخلقية
أهمية القيم الخلقية
أهداف تنمية القيم الخلقية
دور رياض الأطفال
دور القصة الدينية فى غرس القيم الخلقية
تعريف القيم الخلقية:
تعرف القيم الخلقية بأنها ملاحظة قوانين الحياة لنفس الشخصية الانسانية على أساس القيم والسلوك الصحيح وذلك من خلال تحقيق مكاسب أخلاقية عامة و بالتالي فإن مفهوم الاخلاق يتطلب القدرة على التقييم والاختيار كما يتطلب نضجا فكريا صحيحا ، وهو يعبر عن هيئه مركبة من عناصر خمسة : علم صادق ،إرادة زاكية ، عمل ظاهر وباطن موافق للعدل والحكمه والمصلحه ،وقول صادر من الحق و مطابق له ، و استعداد دائم لإرادة الخير واعتياد فعله . و هي مجموعة من المعايير الاخلاقية والسلوكية التي تحكم سلوك الطفل وتوجهه وفقا لمنظمومة أخلاقية تعتمد تعاليمها من القران والسنه وتتفق مع الآداب والاخلاقيات التي تستمد من الشرائع السماوية والتي تجعل لحياةالطفل معنى وظيفه ، وهي تضبط وتحدد سلوكه واتجاهاته و يشار إليها من خلال البحث عبر المواقف والقصص التاريخى المستمد من التاريخ الاسلامي ومنها الشورى ، التواضع ، الاثار ، الحب ،الحياة ،الرحمة ، الصدق ، الشجاعة والوفاء . و هي مجموعة من المبادئ التي تعمل على احترام الانسان لنفسه و للآخرين كقيمة يتميز بها ، ومنعه من الانحراف عن الصلاح وذلك لصياغة سلوكه وتصرفاته في اطار محدد يتفق وينسجم مع المبادئ والقواعد التي يمؤمن بها أفراد مجتمعه . و هي معايير واحكام عقلية يصدرها الفرد أو الجماعة على الاشخاص ومن خلالها تستند إلي مبادئ والعادات والدين ، و يمكن إدراكها من خلال السلوك الذي يمكن تقسيمه إلى نوعين : السلوك الاخلاقي الايجابي مثل الامانة،الصدق ،الوفاء،العدل ، والسلوك الاخلاقى السلبي مثل الكذب ، الخيانة، الظلم ،الانانية، الفساد والنفاق . وهى الأحكام القيمية التى تنسب على الأفعال الإنسانية من ناحية أنه خيرا أو شرا ، والسلوك الأخلاقى هو السلوك الذى اصطلح عليه المجتمع وأقره ، ويتكون السلوك الأخلاقى من مجموعة من القواعد التى تبين للأفراد كيف يجب أن يتصرفوا فى الحالات أو المواقف التى تعرض لهم دون أن يخالفوا فى ذلك ضمائرهم ، أو العرف السائد فى مجتمعهم . وتعرف إجرائيا بأنها هى الدرجة التى يحصل عليها الفرد من خلال إجابته على الأسئلة الموضوعة فى الاستبيان المصمم للدراسة . وهى مجموعة من المعايير والسلوكيات الخيرة التى يقوم بها الإنسان بإرادة خيرة و لغاية خيرة ، والإنسان الأخلاقى هو الإنسان الخير فى حياته باطنيا وظاهريا ، لنفسه وللآخر ، ومن المهم تربويا البدء مبكرا بإرساء وتشجييع إكتساب القيم الأخلاقية والعمل على تطوريها . ( نبراس يونس , 2008 : 244 )
أهمية القيم الخلقية:
تعمل على جعل حياة لها معنى ووظيفة فهى تحدد سلوكه واتجاهاته .
مساعدة الفرد على التكيف مع محيط المجتمع بما فيه من عقائد ومبادئ .
تعطي للفرد فرصه للتعبير عن نفسه و امكانياته مؤكدا لذاته.
تحقق للفرد الامان فيستطيع بها التغلب على ضعف نفسه وأن يواجه التحديات.
تعمل على اصلاح الفرد نفسيا وخلقيا وتوجيهه نحو الخير والواجب .
تدفع الفرد لفهم المعتقدات وتساعده على فهم العالم من حوله .
تعمل على ضبط الفرد لشهواته و مطامعه .
تحافظ على تماسك المجتمع وتحدد اهدافه ومثله العليا ومبادئه الثابتة .
تقى المجتمع من الانانيه والشهوات الطائشه وتساعده على مواجهه التغيرات .
تربط اجزاء ثقافة المجتمع بعضها ببعض وتحافظ على استقراره وكيانه.
ترسيخ اسس الايمان عند الطفل وذلك من خلال التعرف على مظاهر قدره الخالق في نفسه وفي ما حوله .
ممارسه الطفل المعاملات الدينيه والاخلاقيه وذلك من خلال ممارسه اداب السلوك القويم مثل الصدق والامانه و اتقان العمل .
امتاع الطفل فى جو من الحرية والحركة .
غرس حب وتنمية الوطن فى نفس الطفل والتضحية فى سبيله .
توطيد العلاقة بين الطفل والروضة من خلال تفاعل المعلمة معه .
اكتشاف المشكلا التى يعانى منها الطفل وحلها مثل العدوان والخجل.
تنمية روح التعاون والعمل الجماعى ، التسامح و احترام الآخرين وتقديرهم والمشاركة فى اللعب والنشاط .
تنمية المهارات المتنوعة والقدرة على الابتكار .
تحفيز الدافعية للتعلم لدى الطفل . تنمية ثقة الطفل بنفسه ، تدريبه على الاعتماد على نفسه والاستقلال تدريجيا .
تنمية القيم والآداب والسلوك المرغوب فيه لدى الطفل بما يتوافق مع قيم المجتمع ومبادئه وأهدافه .
إكساب الطفل المعلومات المتنوعة من خلال اللعب والمرح .
اكتساب بعض أنماط السلوك التفاعلى القائم على المناقشة من خلال سرد بعض القصص .
إتاحة الفرصة للأطفال لتقمص بعض الشخصيات التى تريد نمذجة سلوكها على بعض الأطفال.
تقديم نماذج للأداء الخطأ بالإضافة إلى تقديم نماذج للأداء الصحيح مع توضيح ذلك . ( إبراهيم يوسف , حمادة محمد , 2017 : 753 ).
أهداف تنمية القيم الخلقية:
إثارة احساس الاطفال بوجود الله الخالق وذلك من خلال إثارة ميلهم إلى كشف عجائب الكون سواء كان انسان او حيوان او نبات ، تربيه الدواجن تتيح لهم ملاحظه نموها وتكاثرها وموتها ، زراعه بعض النباتات و رعايتها لملاحظة تطور نموها وتنوع البذور والمحاصيل.
الاجابه على اسئلتهم عن اصل الوجود باسلوب يتفق مع مستوياتهم العقلية .
تنمية ايمان الطفل بالله الخالق وتعويدهم على دعاء الله وشكره على نعمه علينا .
الاستماع الى قصص الانبياء و ابطال العرب ، زيارته لدور العبادة ومشاهدة صلاة الكبار، احتفالهم بالاعياد الدينيه المختلفه .
الاجابه عن اسئلتهم عن اصل الوجود بأسلوب يتفق مع مستوياتهم العقلية .
نشر التراحم والشفقة نحو الفقراء من استماعهم إلى قصص الانبياء والصالحين .
زيارتهم لبعض المؤسسات الاجتماعيه مثل المستشفيات والملاجئ ، التصدق بالمال والملبس والطعام ومساعدة من يطلب عونهم .
مساعده الاطفال على تطبيق قيم مجتمعنا الاسلامي مع اقرانهم عن طريق ممارسه العادات الصحيحه في حياتهم اليوميه وتمييزيهم بين الخطا والصواب و احترامهم للنظام .
تربية وجدان الطفل لما للوجدان من أثر كبير فى تشكيل السلوك وفى جعل الحياة ذا قيمة ومعنى.
تعويد الأطفال أن يقدروا عظمة الخالق ويتذقوا الفن والجمال ، استمتاعهم بجمال الطبيعة ومخلوقات الله التى تملأ قلوبهم بالإيمان وعظمة الخالق .
تعزيز القيم وتقوية السلوكيات الايجابية لدى أطفالنا عن طريق تدريبهم على ممارسة القيم فى حياتهم اليومية .
ممارسة الطفل للمعاملات الدينية والأخلاقية ويتحقق ذلك من خلال يحمد الله ويشكره على نعمه وعطاياه ويحافظ عليها .
يذكر الله عند تناول الطعام وبداية أداء الأعمال ، يظهر وعيا بأهمية الطهارة ، يحافظ على دور العبادة ، يتعامل باحترام مع الوالدين ويعرف فضلهم عليه وواجبته نحوهما .
يلتزم بآداب زيارة الأقارب والجيران مع الولدين ، يعطف على الفقراء والمساكين ، يمارس آداب السلوك القويم مثل الصدق والأمانة ومساعدة العاجز وإتقان العمل والاستئذان و السلام ورد التحية .
يعتاد الرفق بالحيوان والمحافظة على النباتات ، يحافظ على الممتلكات العامة والخاصة .
ترسيخ أسس الإيمان عند الطفل ويتحقق ذلك من خلال تعرف الطفل على وجود الله من خلال مخلوقاته .
يتعرف على مظاهر قدرة الخالق فى نفسه وفيما حوله ، يحترم الكتب السماوية ، يوقر الأنبياء والرسل ، يربط بين العمل الصالح والثواب .
تهدف إلى التنمية الشاملة المتكاملة من جميع الجوانب مع مراعاة الفروق الفردية بينهم فى القدرات والاستعدادات والمستويات النمائية . ( رشا عباس , 2015 : 63 )
دور رياض الأطفال والمؤسسات التربيوية فى غرس القيم الخلقية:
توجد مؤسسات عديده تساهم في اكتساب قيم الخلقيه ومنها رياض الاطفال والتي يتلقى الطفل و يتعلم منها كيف يتعامل مع الاخرين ويكتسب عاداته واخلاقه وطبائعه الصحيحه و لبيئة الروضة اثرا في تنمية شخصيه الطفل كالغرفه المخصصة للنشاط ، لذلك يجب أن تكون الروضة المكان الذي يستطيع فيه الاطفال التعايش والصحبة ،بتأمينها الرحلات الجماعية والالعاب والحفلات، والتعلم من خلال اللعب كاستراتيجية تعتمدها مؤسسات الروضة فيشعر الطفل بإيجابية الروضة ، و يأتي إليها راغبا ،لأنه سيلقى فيها ما لا يلقاه لإشباع رغباته في منزله ومجتمعه المحيط فعندما يعيش الطفل الأمن في نشاطه يتعلم الثقة بنفسه وبمن حوله كذلك عندما يعيش التسامح يتعلم الأناة والصبر ، وعندما يعيش القبول يتعلم الرضا عن الذات ، وعندما يعيش القناعة يتعلم التذوق والتقدير ، وعندما يعيش المساواة يتعلم العدالة ، و عندما يعيش الامانة يتعلم احترام الحقيقة ، وعندما يعيش الطمأنينة يتعلم الإيمان ، وعندما يعيش الصداقة يتعلم حب الناس وحب عالمه , ويعتبر تنظيم الأنشطة وممارستها داخل الموقف الصفي من المساعي الجيدة لمعلمه الروضة، فهى تعمل على تنمية الوعي الاخلاقي للطفل الذي يساعد على تبلور المفهوم الاخلاقي لديه ، وهنا لابد ان تمتلك المعلمة كفايات تعينها على إظهار السلوك واضح في المواقف الاخلاقيه الاجتماعيه في البيئة الصفية ، ومما يزيد في قيمة الانشطة في تحقيق التربية الاخلاقية ان يتاح لكل طفل ان يختار بحرية ممارسة الانشطة التي تتناسب مع قدراته وميوله ، وبذلك تتاح له فرصة اكتساب العديد من القيم بصورة قائمة على الاقتناع دون أدنى ضغط أو اجبار من أى قوة خارجية ، و لقد اعتمد معظم المربين النشاطات المتعددة مثل النشاطات الرياضية ، الثقافية ، الاجتماعية فبشكل عشوائي يندفع الطفل للقيام بأعمال جماعية متعاونة ،وكل عمل جماعى يوطد العلاقة بين الاطفال ، لأن هذه النشاطات تحكمها قواعد ومبادئ تعلم الطفل الالتزام بالنظام وتهيئته لاكتساب القيم المجتمعية ، بالنظام وحده نستطيع أن نعلم الاطفال الاعتدال في رغباتهم ، والحد من شهواتهم وتحديد موضوعات نشاطهم ، كما أن النظام يعطي للطفل نوعا من الخبره الاجتماعية وذلك بتشجيع الاطفال على التفكير في قواعد النظام ، وبذلك يكتسبون الكثير من القيم الاخلاقية، ويتضح دور رياض الاطفال في القدوه الحسنة حيث يعتبر النموذج بالنسبة للطفل امرا ضروريا يحتذى به ويقلده ، وقد يكون فردا من المحيطين به او شخصية شاهدها من خلال قصة ، وتعد القدوة الحسنة من أفضل الوسائل التي تغرس القيم الخلقية ،فالطفل في تربيته لابد له من قدوة عن طريقها يترجم الاقوال الاخلاقية اإلى أفعال ، الاغنية تعتبر اغاني الاطفال محورا مهما في محاور ثقافة الطفل والتي لها دور مهم في بناء القيم الخلقيه لديه باعتبارها ماده ثقافية و تربوية تؤدي دورا فعالا في بناء القيم الخلقيه عند الطفل وبما يحقق دفعة للسير فى الطريق الصحيح لذلك لابد من تنقية أغاني الاطفال من كل ما يسيء إلى الاخلاق ،للإسهام في خدمة الجمال الحقيقي و القيم الخلقية الصحيحة ، نظرا لسرعة تأثر الاطفال بالمواقف التي تشهد و الاحداث التي تثير اهتمامهم ، والذي يظهر في العملية التفاعلية وهم أكثر استجابة للتأثر بالاغاني في تنشئتهم ، حيث توضح الاغاني لهم الطريق نحو الافضل و تستطيع أن تكون لديهم احترام القيم الاخلاقية بروح عالية ، التشجيع يسهم في تثبيت السلوك المرغوب فيه عند الطفل ، فمشاعر الرضا والسعادة في وجود المحيطين به يعطيه رد فعل ايجابي تؤكد السلوك الذي صدر منه ، وتتنوع طرق التشجيع فمنها اللفظى كالمدح بكلمات مثل أحسنت ورائع ، ومنها غير اللفظي كالجوائز التي بدورها تزيد من ثقة الطفل بنفسه ، وتنمي الرغبة لديه في اختيار السلوك الحسن والابتعاد عن السلوك السيء بسهولة ، اسلوب القصص يعد من افضل الوسائل فى غرس القيم عند الاطفال في مرحلة الطفولة المبكرة لما لها من تأثير فعال في توجيه سلوكهم أو تعديل السلوكيات السلبية ، و يجب أن تتوفر عدة شروط في القصص حتى تؤدى هدفها ومنها توافر حبكة دراميه تهدف إلى تحقيق القيم الخلقيه بأسلوب يتناسب مع أعمارهم . ( لينا ماجد , عبدالسلام فهد , 2018 : 180 )
دور القصة الدينية في غرس القيم الخلقية:
تسهم القصة الدينية بشكل فعال فى تنمية القيم الخلقية لدى الأطفال ،فتعمل على تحسين السلوك الدينى فى المواقف المختلفة ، إلى جانب تحسين العمليات العقلية لديهم على مستوى الفهم والتذكر . كما تؤدى دورا مفيدا فى تربيتهم وحملهم على مكارم الأخلاق ، والإسلام يدرك هذا الميل الفطرى إلى القصة الدينية ويدرك ما لها من تأثير ساحر على القلوب ، فيستغلها لتكون وسيلة ناجحة من وسائل التربية وتقويم السلوك .
يتم التركيز على استخدام أنماط شخصية وأبطال فى التاريخ والقصة الدينية ومنها تتبلور الفضيلة أو السمات المرغوبة للشخص مثل : الأمانة ، التحضر ، الشجاعة ، المثابرة ، الولاء ، التحكم فى النفس ، التسامح ، العدالة ، احترام كرامة الفرد والمسؤولية .
استخدام الأبطال فى القصة الدينية يعكس ثوابت أخلاقية و تهدف القصة الدينية إلى الارتقاء بأخلاق الطفل ، واكسابه الفضائل الخلقية ، وتنفيره من الرزائل والصفات المذمومة ، وذلك بشخصيات التى تحتويها القصة ، والقيم الخلقية التى تعرضها ، والتى تدفع الطفل إما لتقليدها والسير على نهجها وإما إلى النفور منها . كما ان القصة الدينية ترسخ العقيدة الإسلامية لدى الأطفال ، وإفهامها لهم بطريقة متدرجة وأسلوب شيق مبسط يتناسب مع إدراكهم . وتساعد بكل ما فيها من أشخاص على تجسيد المعنويات وأبرازها بصورة حية تجيب على كثير من تساؤلات الطفل حول الكثير من المسائل المتعلقة بالعقيدة ، والتى ينتظر إيجابات مقنعة عنها.
تعمل القصة الدينية على إمداد عقل الطفل بالمعلومات والمعارف التى تعمق نظرته للحياة ، والتى تعرفه بالبيئة التى حوله . وتكسبه فن التعامل معها وتنمى خياله ، فالقصة التى تتوافق مع تجارب الطفل تدفعه للاستمتاع بها واستنتاج الكثير من المعلومات منها ، خاصة اذا كانت تستثير عواطفه وعقله الباطن بمعلاجتها لمشاكله الحقيقية .وتوضح القصة الدينية اسس الدعوة إلي الله وبيان أصول الشرائع التى يبعث بها كل نبى . وترسخ عبرة فى النفس وبيان حكمة الله تعالى فيما تتضمنه ، وترسخ العقيدة فى نفس الطفل ، وتبصره بالقيم الخلقية الفاضلة .
تنمى القصة الدينية اعجاب الطفل والفرد للصفات الطيبة ، وتحذره من السلوكيات السلبية . وتقدم المبادئ الدينية المجردة بصورة محسوسة ليقرب فهمها للأذهان . واستخدمت القصة الدينية استخداما واسعا فى تثبيت القيم الإيمانية وترسيخها فى النفوس ، لذا عند ذكرها للطفل يراعى تبسيطه ليتمكن من اسيعابها ، وينشأ محبا للحق والعدل والخير ويحيا على التسامح والاحسان وتطور أسلوب تعلم القيم حديثا ، حتى أصبح أسلوب للتحليل والمناقشة وإصدار الحكم و الوصول إلى الإجابة عن طريق الصواب والخطأ .
( قاسم نواف , 2015 : 11 ) .
ومن المعروف أن القصة الدينية هي القصة التي تدعوا الى هدف تربوي ينسجم مع غاية الإسلام الربانية في تحقيق عبادة لله، وتحقيق مهمة خلافة الانسان في الأرض، ومصدرها القرآن الكريم أو السيرة النبوية أو سير الأنبياء والمرسلين أو حياة الصحابة والصالحين. وتعد أهم أنواع قصص الأطفال وأكثرها انتشارا وتأثيرا في وجدان الطفل وإذا أحسن كتابتها. فمن الممكن أن تساهم في التنشئة الدينيــــة للتلميذ وإكسابه المفاهيم الدينية الصحيحة والسليمة، وهي تتناول مواضيع دينيــة كالعبادات والعقائد وسير الأنبياء وقصص القرآن الكريــم. فهي تعطيهم المثل الأعلى والقيم الروحية والقدوة الصالحة التي يقتدون بها في حياتهم العامة. تحتل القصة الدينية في تربية الأطفال بحيث يتم انتقاءه قصصاً تربوياً إسلامياً يحقق أهداف التربية الإسلامية للطفل. تساهم القصة في مساندة الطفل في التعلم وإكتساب القيم الاخلاقية. تحتل القصة مكانة متميزة عند الاطفال وتفوق أنواع الأدبية الأخرى بما تتمتلكه من قوة تاثير ومتعة لا يملكها غيرها من الأجناس الأدبية الأخرى. تؤثر القصة تأثيرا بالغا وتساعد على توصيل الأفكار. تؤثر القصة نفوس الأطفال من كل ناحية من نواحي الحياة وتترك أثرا واضحا علىى الجانب العقلي القصة نوع من الأدب له جمال وقيمة ومتعة، يشغف به الصغار والكبار والجانب الاجتماعي والجانب النفسي:
الجانب العقلي: تساهم القصة فى إكساب الطفل الكثير من المعلومات وتساعده في غرس القيم والمبادئ الخلقية السليمة التي تساهم في تربيته وتوجيهه لأن النمو العقلي يخضع لمظاهر تطور العمليات العقلية المختلفة التي تبدأ بالمستوى الحسي الحركي وتنتهي بالذكاء والانتباه والتخيل والتفكير. توسع القصة الخيال والتخيل وتخاطب العواطف والوجدان من خلال الصور الإبداعية الخلقية.
الجانب الاجتماعي: تحتوي القصة على اتجاهات اجتماعية، فهي تعمل على غرس القيم الفاضلة عند الطفل وترسيخ القيم الفاضلة وحب الخير، فالقصة من خلال كلماتها ومضمونها تحتوي على أهداف اجتماعية تبرز للطفل القيم الحميدة وتشعره بالانتماء لمجتمعه، كما أنها تنمي العادات الإجتماعية السليمة من كرم ,تعاون , حب , إيثار , تضحية , صدق ووفاء، وتكسبه مهارات التواصل مع الآخرين.
الجانب النفسي: للقصة دور فعال وإيجابي في النمو الانفعالي للطفل، فمن خلالها ينفس الطفل عن مشاعره المكبوتة وانفعالاته الضارة، ويخفف من حدة القلق والتوتر، وبها يدخل السرور والبهجة على نفسه ويتعلم المشاركة الوجدانية كما أنها تنمي مشاعر العطف والحنان عند الطفل من خلال التعاطف مع الضعفاء في أحداث القصة والإحساس بمعاناتهم. تساهم القصة في العلاج الطبي والنفسي للأطفال كما تستخدم الفصة كأداة مهمة في علاج الاكتئاب والاضطراب والمخاوف المرضية. تؤثر القصة بطريقة مباشرة وغير مباشرة في عقل الطفل ووجدانه. واذا كان أسلوب القصة له أثر كبير على طريقة تفكير عقل الطفل كان لازماً على المربين الاهتمام بهذا الجانب لا سيما أنه أول مدرسة يتعلم فيها الطفل. إن القصة وسيلة من الوسائل التربوية لإعداد النشئ، بل تعد من أقدم هذه الوسائل ولقد استخدمت القصة في التربية على مر العصور الإنسانية. تعد القصة من بين فنون أدب الأطفال دوراً هاماً في حياتهم، إذ القصة هي الفن الذي يتفق وميولهم وهى الفن الذي يتصلون به منذ أن يتفتح على العالم إدراكهم، وهى الفن الذي يبنى خيالهم ويثبت مشاعر الخير والنبل في نفوسهم، ويربى قوة الخلق والإبداع عندهم، وهى تعد من اكثر صور الأدب شيوعاً في عصرنا، فضلاً عن أنها من أقدر فنون اللغة على خدمة مختلف أنشطتها في مرحلة رياض الأطفال.
( رشا عباس , 2015 : 97 )
المراجع:
1. إبراهيم يوسف , حمادة محمد ( 2017 ) : أثر التفاعل بين نمط عرض السلوك الأخلاقى ( الإيجابى – السلبى – الإيجابى والسلبى ) للشخصية بالقصة الإلكترونية واستراتيجية التعلم (لعب الدور – المناقشة ) على تنمية بعض القيم الأخلاقية والاحتفاظ بها لدى عينة من رياض الأطفال – مجلة كلية التربية – العدد 172 – جامعة الأزهر .
2. أمل عبيد , نهاد مرزوق ( 2020 ) : تنمية المفاهيم الخلقية والاجتماعية لدى الطفل – مذكرة جامعية – كلية التربية النوعية – جامعة بنها .
3. رشا عباس (2015 ): دور الأنشطة التعليمية المقدمة لطفل ما قبل المدرسة فى تنمية القيم الأخلاقية والاجتماعية – بحث تكميلى لنيل درجة الماجستير فى الارشاد النفسى والتربوى – كلية التربية – جامعة السودان .
4. قاسم نواف (2015 ): دور القصة الدينية فى تربية الطفل – المجلة الاردنية فى الدراسات الاسلامية – العدد الثانى – كلية العلوم التربوية – جامعة آل البيت .
5. كريم عبيس (2016): تقويم المفاهيم الخلقية لدى طلبة كلية التربية للعلوم الانسانية فى جامعة المثنى – العدد 28 – مجلة كلية التربية الاساسية للعلوم التربوية والانسانية – جامعة بابل .
6. لينا ماجد , عبد السلام فهد (2018): دور رياض الأطفال فى غرس قيم التربية الأخلاقية لدى أطفالها من وجهة نظر المعلمات والمديرات فى محافظة عمان – المجاد 45- العدد 4 – كلية العلوم التربوية – الجامعة الأردنية .
7. نبراس يونس (2008): أثر استخدام برنامج القصص الحركية فى تنمية الجانب الخلقى لدى أطفال الرياض – مجلة التربية والعلم – المجلد 15 – العدد 1 – جامعة الموصل .