هدف هذا البحث إلى التعرف على الوسائط المتعددة ودورها فى دعم العملية التعليمية ، حيث أن الوسائط المتعددة عبارة عن مجموعة من التكنولوجيا التي تسمح بإدماج الكثير من المعطيات المتمثلة في النصوص والصور والاصوات ، فهى تجميع لأكثر من وسيط إعلامي ، وهى عبارة عن برامج تمزج بين الكتابات والصور الثابتة أو المتحركة أو التسجيلات الصوتية أو الرسومات الخطية لعرض الرسالة وهى التي يستطيع المتلقى أن يتفاعل معها مستعينا بالكمبيوتر .
وتوجد عناصر عديدة للوسائط المتعددة منها النصوص المكتوبة وهي عباره عن عدة جمل أو فقرات أو عناوين رئيسية وفرعية تظهر على الشاشة لتعريف المتعلم بأهداف البرنامج أو تقديم إرشادات له تتعلق بخط سيره فى دراسة البرنامج ، اللغة المنطوقة والمسموعة تتمثل في صورة أحاديث مسموعة منطوقة بلغة ما تنبعث من السماعات الملحقة بجهاز الكمبيوتر وقد تستخدم لمصاحبة رسم يظهر على الشاشة أو لإعطاء توجيهات وإرشادات للمتعلم ، المؤثرات الصوتية والموسيقى وهى أصوات تصاحب الرسائل التعليمية اللفظية والبصرية ، فقد تكون مؤثرات خاصة كانفجار بركان أو أصوات طيور وحيوانات ، الرسوم الخطية وهى تعبيرات تكوينية بالخطوط والاشكال تظهر في صورة رسوم بيانية خطية أو دائرية أو بالاعمدة أو بالصور وقد تكون رسوم توضيحية منتجة بالكمبيوتر ، الصور الثابتة وهى لقطات ساكنة لأشياء حقيقية يمكن عرضها لأى فترة زمنية ، الرسوم المتحركةوهى عبارة عن سلسلة من الصور الثابتة تعرض في تعاقب معين و سرعة معينة لتعطي حركة وهمية كما هو الحال فى الافلام السينمائية ، لقطات الفيديو وهى لقطات متحركة يتم تسجيلها بكاميرا رقمية مثل كاميرا الفيديو الرقمية بحيث يمكن إسراع أو إبطاء أو إيقاف أو إرجاع هذه اللقطات ، الواقع الافتراضى ويتمثل ذلك في إظهار الاشياء الثابتة والمتحركة وكأنها فى عالمها الحقيقى من حيث تجسيد حركتها والاحساس بها وذلك أمرا هاما لتدريب الطيارين والمهندسين والجراحين ، كما تشترك برامج الوسائط المتعددة فى مجموعة من الخصائص منها : التنوع حيث توفر بيئة تعلم متنوعة ما بين الصور المتحركة و الثابتة والموسيقى والفيديو ، مما يتيح العديد من الخيارات التعليمية أمام المتعلم ، التكاملية فمن المهم التكامل بين الوسائط المعروضة فهى لابد أن توضع بطريقة صحيحة من أجل الوصول إلى الهدف المنشود ، التفاعلية وهى تعنى قدرة المتعلم على التحكم في مكونات الوسائط المتعددة المختلفة تفاعلا نشطا وإيجابيا ، والمقصود بالتفاعل هو الفعل ورد الفعل بين المتعلم وما يعرضه علىيه الكمبيوتر ، المرورنة حيث تتسم برامج الوسائط المتعددة بأنها قابلة لإعادة التشكيل بطريقة مختلفة لكى تناسب حاجات كل متعلم .
المقدمة:
يشهد العالم في الوقت الحالى ثورة معرفية وتقنية مذهلة قائمة على التطورات الهائلة التى شهدتها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل جعل العالم كلهم بمثابة قرية صغيرة ، وأصبح امتلاك المعرفة والمعلومات في هذا العصر هو المفتاح الاساسى لقوة وتقدم أى أمة ، وتعد الوسائط المتعددة من بين أهم التقنيات التعليمية الحديثة التى لاقت اهتماما بالغا من قبل التربويين ، وكان للتطورات الكبيرة التى طرأت في مجال الكمبيوتر عظيم الأثر على تطوير الوسائط المتعددة من مجرد استخدام أكثر من وسيلة تعليمية فى أن واحد سابقا إلى تطوير برامج كمبيوترية متطورة تدمج كافة عناصر الصوت والصورة والنص والفيديو بشكل متكامل يحقق الفاعلية فى التعلم ، وتعد الوسائط المتعددة تطورا لفكرة الوسائل التعليمية المتعددة التى سادت خلال العقود الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ، والتي عملت على توظيف عدة عناصر بصرية سمعية مكتوبة في إطار عمليات التدريس في الفصول الدراسية ، وشهدت هذه الفكرة تطورا مذهلا صاحب التطورات الكبيرة فى أنظمة الكمبيوتر بحيث أصبح بالامكان الجمع بين وسائل تعليمية عديدة بالاعتماد على برمجية كمبيوترية مفردة يستطيع الطالب استخدامها والتعلم منها فى أى وقت وأى مكان ، الوسائط المتعدده لها أهميتها في تنمية العديد من الابعاد الوجدانية للتعلم مثل الاتجاهات نحو التعلم والدافعية فتعمل الوسائط المتعددة على تنشيط وإثارة دافعية المتعلم ، من خلال تعدد أشكال التفاعل فى البرنامج وتتنوع طرق اكتشاف المحتوى ، كما تعمل الوسائط المتعددة على زيادة دافعية المتعلم لتعلم المزيد عن موضوع التعلم ، فالتفريعات في تنظيم وبناء المحتوى وعدم النمطية في تقديمه تزيد من دافعية المتعلم للمزيد من التعلم .
عناصر البحث:
تعريف الوسائط المتعددة :
تعرف الوسائط المتعددة على أنها استخدام الكمبيوتر فى مزج وتقديم النصوص المكتوبة والرسومات الخطية والثابتة والمتحركة والصوت فى نظام مترابط ومتكامل وربط هذه الوسائط ببعضها بحيث يمكن للمتعلم أن يتحرك ويتفاعل بنفسه مما يجعل العملية التعليمية أكثر إثارة وفاعلية .
كما تعرف بأنها برنامج كومبيوتر ذوى نسيج متداخل ومتكامل من مجموعة من العناصر مثل الصوت الصور الثابتة أو المتحركة ومقاطع الفيديو و التسجيلات الصوتية التى تتفاعل مع بعضها البعض ومع المستخدم فى إطار من التوازن لتقديم رسالة معينة .
وتعرف الوسائط المتعددة على أنها برمجيات تمزج بين النص والصوت والموسيقى والصوت والصور الثابتة والمتحركة والرسوم الثابتة والمتحركة ، وهى تكنولوجيا عرض وتخزين واسترجاع وبث المعلومات آليا باستخدام قدرات الكمبيوتر التفاعلية ، ويركز مفهوم الوسائط المتعددة على النص مصحوبا بالصوت واللقطات الحية من فيديو وصورة وتأثيرات خاصة مما يزيد من قوة العرض وخبرة المتلقى بأقل تكلفة وأقل وقت .
والوسائط المتعددة حسب الترجمة العربية عرفت بأنها طائفة من تطبيقات الحاسب الآلى يمكنها تخزين المعلومات بأشكال متنوعة تتضمن النصوص والصور والرسوم الساكنة والمتحركة والأصوات ، ثم عرضها بطريقة تفاعلية وفقا لمسارات المستخدم وعلى هذا يتضح أن الوسائط المتعددة هى عبارة عن دمج بين الحاسوب و الوسائل التعليمية لإنتاج بيئة تشعبية تفاعلية تحتوى على برمجيات الصوت والصورة والفيديو وترتبط بشكل تشعبى من خلال الرسومات المستخدمة فى البرامج . (سنوسى حسنية , 2015 : 2 )
والوسائط المتعددة هى إحدى أقوى الاشكال فى نقل الأفكار والبحث عن المعلومات وتجربة الأفكار الجديدة لأى اتصال ثم تطويره ، فهى تزامن وتوافق أكثر من وسيط إعلامى إلكترونى ، كما تشير الوسائط المتعددة إلى وجود حوامل لكل من المعلومات تستخدم لغرض محدد ، يتميز فيه بأنها مندمجة فى سياق واحد ومنها هذه الحوامل الكمبيوتر ، الفيديو ، الفيلم ، الكتابة والمطوبعات وغيرها ، وتدخل الوسائط المتعددة مجالات عديدة منها محاضرة، النشر والطباعة ، مجالات الفن المعاصر بأنواعه .
وتعرف المنظمة العربية الوسائط المتعددة بأنها تكامل بين أكثر من وسيلة واحدة تكمل كل منها الآخرى عند العرض أو التدريس ومن أمثلة ذلك المطبوعات ، الفيديو ، الشرائح ، التسجيلات الصوتية ، الكمبيوتر والشفافيات والأفلام بأنواعها .
ومن هذه التعريفات يمكن التوصل إلى التعريف التالى لمفهوم الوسائط المتعددة: هى منتج تعليمى يتم عرضه والتفاعل معه من خلال الكمبيوتر ، يعمل على التكامل بين عناصر النص والصوت والرسوم والصور ولقطات الفيديو بشكل يحقق أهداف التعلم ويراعى خصائص وفردية كل متعلم ، ويتم تصميم وإنتاج هذا المنتج فى ضوء مبادئ التصميم التعليمى والتصميم الفنى للتعليم بمساعدة الكمبيوتر.( فاتح الدين شنين , 2014 : 277 )
عناصر الوسائط المتعددة :
١- النصوص المكتوبة : عبارة عن عدة جمل وفقرات أو عناوين أساسيه وفرعية تظهر على الشاشة لتعريف المتعلم بأهداف البرنامج أو تقديم إرشادات له تتعلق بخط سيره فى دراسة البرنامج و يمكن عرض النصوص المكتوبة من خلال لوحة المفاتيح أو الفأرة أو إدخال أداة أخرى من أدوات إدخال المعلومات ، ومن الامور التي يجب مراعاتها عند كتابة النصوص اختيارها هى إعداد النصوص من خلال محرر النصوص أو قد تستخدم محرر خاص بإحدى تطبيقات الوسائط أو محرر نصوص منفصلة ، مراعاة الخصائص التصميمية عند إعداد النص وملاحظة مدى تطابق المواصفات مع الفكرة المراد تمثيلها ، اختيار نوع الخط والحجم واللون المناسب لتمثيل الحدث .
٢- اللغه المنطوقة والمسموعة : وتتمثل في صورة أحاديث مسموعة منطوقة بلغة ما تنبعث من السماعات الملحقة بجهاز الحاسوب، وقد تستخدم لمصاحبة رسم يظهر على الشاشة لإعطاء توجيهات وإرشادات للمتعلم .
٣- المؤثرات الصوتية الموسيقى : هى أصوات تصاحب الرسائل التعليمية اللفظية والبصرية ، وقد تكون مؤثرات خاصة كانفجار بركان أو أصوات طيور وحيوانات ، يؤدى الصوت إلى زيادة فهمنا للمعلومات المقدمة بطريقة النص المكتوب التي يصعب قراءته بطريقة تفسيرية واضحة أو مع مشاهدة الصورة في نفس الوقت ويعتبر الصوت من العناصر المهمة جدا في برامج الوسائط المتعددة ، فبدون وجود مؤثرات صوتية صحيحة لا يكون للبرنامج وقعه المطلوب .
ويعود ذلك إلى أن المؤثرات الصوتية والموسيقى تعزز كثيرا من عنصر التفاعل فى برنامج الوسائط المتعددة ، فالنقر على زر في البرنامج سيأتي بشاشة جديدة أو موضوع جديد ولكن إذا صاحب هذا النقر صوت يشير بوضوح إلى ما حدث فسيكون الأمر مختلفا بدون مصاحبة الصوت .
٤- الرسوم الخطية: وهي تعبيرات تكوينية بالخطوط والاشكال تظهر في صورة رسوم بيانية خطية أو دائرية أو بالأعمدة أو بالصور أو رسوما توضيحية، وقد تكون رسوما منتجة بالكمبيوتر أو يمكن ادخالها باستخدام الوحدات الملحقة بجهاز الكمبيوتر وتخزن بحيث يمكن تعديلها واسترجاعها .
٥- الصور الثابتة : وهي لقطات ساكنة لأشياء حقيقية يمكن عرضها لأى فترة زمنية وقد تؤخذ أثناء الانتاج من الكتب والمراجع والآلات عن طريق الماسح الضوئى وعند نقلها إلى الحاسوب يمكن أن تكون صغيرة وكبيرة أو قد تملأ الشاشة بأكملها ويمكن أن تكون ملونة.
٦- الرسوم المتحركة : وهى عبارة عن سلسلة من الصور الثابتة تعرض في تعاقب معين وسرعة معينة لتعطي حركة وهمية كما هو الحال في الأفلام السينمائية وهناك نوعين من الرسوم المتحركة في برامج الوسائط المتعددةوهى الرسوم المتحركه ثنائية الابعاد أو ما يسمى الرسم المتحرك باللقطات ، والرسوم المتحركة ثلاثية الابعاد حيث يتم رسم هذا النوع ثم يتم تحريكه فى الفراغ بحيث يؤدى حرك وهمية أيضا .
٧- لقطات الفيديو : وهى لقطات متحركة يتم تسجيلها بكاميرا رقمية مثل كاميرا الفيديو الرقمية بحيث يمكن إسراع أو إيقاف أو إرجاع هذه اللقطات .
٨- الواقع الافتراضى : ويتمثل ذلك في إظهار الاشياء الثابتة والمتحركة وكأنها في عالمها الحقيقى من حيث تجسيدها وحركتها والاحساس بها وذلك امرا هاما لتدريب الطيارين والمهندسين والجراحين، والواقع الافتراضى يسهل بعض العمليات ذات الخطورة فى مجال تدريب الطيارين في المجال العسكري ، ولكنه كيفية المستحدثات التكنولوجية أمكن توظيفه لتطويعه لخدمة العملية التعليمية بصورة أكثر تفاعلية.( فاتح الدين شنين , 2014 : 279 )
خصائص الوسائط المتعددة :
تشترك برامج الوسائط المتعددة فى مجموعة من الخصائص وهى :
- التفاعلية : تعد الفاعلية أهم خاصية مميزة لجميع وسائل التعلم الإلكترونية الحديثة حيث تقوم برامج الوسائط المتعددة على مبدأ التفاعلية وهى تعنى قدرة المتعلم على تحديد واختيار طريقة انسياب وعرض المعلومات .
التكاملية : وهى أن يكون هناك تكامل بين الوسائط المعروضة فى البرنامج ، ولابد أن توضع بطريقة صحيحة وتمزج بطريقة المحترفين من أجل الوصول إلى الهدف المنشود ، وتقاس قوة برامج الوسائط المتعددة بمدى تكامل عناصرها تكاملا وظيفيا .
الفردية : تؤكد نظريات علم النفس على وجود فروق فردية بين المتعلمين ، حيث أن لكل فرد اهتماماته وقدراته واستعداداته الخاصة به ، لذلك لابد من تفريد المواقف التعليمية للوصول بهم جميعا إلى مستوى الاتقان .
التنوع : الوسائط المتعددة بيئة تعلم متنوعة ، يجد فيها كل متعلم ما يناسبه ، وذلك بتوفير مجموعة من الخيارات والبدائل التعليمية أمام المتعلم ، وتتمثل هذه الخيارات فى تقديم الأنشطة التعليمية والعروض التعليمية السمعية والبصرية الثابتة والمتحركة .
المرونة : تعد خاصية المرونة إحدى الخصائص المهمة فى برامج الوسائط المتعددة ، فهناك المرونة فى الإنتاج ، ومرونة أخرى يشعر بها المتعلم فى مرحلة العرض .
التزامن : من أجل أن يحدث التكامل والتفاعل الحقيقى فى عروض الوسائط المتعددة لابد أن يكون هناك تزامن على مستوى عال من الدقة ، والتزامن يعنى التوافق بين الأحداث المختلفة على الشاشة الواحدة التى يتم عرضها .
الإلكترونية : تعنى اعتماد الوسائط المتعددة فى إنتاجها وتنفيذها على العديد من الأجهزة الإلكترونية ، وكذلك أنظمة شبكات المعلومات ، بهدف توفير الجهد والوقت والتكلفة واستخدام أحدث الأجهزة ، كما تعنى تحويل العناصر للوسائط المتعددة إلى الشكل الرقمى الذى يمكن تخزينه ومعالجته وتقديمه بالكمبيوتر .
تقديم التغذية الراجعة : يعد الرجع عاملا رئيسيا فى زيادة دافعية المتعلم للتعلم ، فهو يساعد على تصحيح استجابته والوصول إلى التعلم الصحيح بسرعة . (على بن محمد الكلثمى , 2016 : 350 )
تطبيقات الوسائط المتعددة فى العملية التعليمية:
يعتبر مفهوم "تكنولوجيا الوسائطالمتعددة" من أكثر المفاهيم ارتباطا بحياتنا اليومية والمهنية الآن ولفترةمستقبلية، حيث أصبح بالإمكان إحداث التكامل بين مجموعة من أشكال الوسائل، عن طريقالإمكانات الهائلة للكمبيوتر، كما أصبح بالإمكان إحداث التفاعل بين هذه الوسائلوبين المتعلم في بيئات التعليم.
وقد أدى ظهور إمكانات إحداث التزاوج بين الفيديووالكمبيوتر، إلى حدوث طفرة هائلة في مجال تصميم وإنتاج برامج الوسائط المتعددةوعرضها من خلال الكمبيوتر والوسائل الإلكترونية، فمن خلال التعرف على طبيعة بيئةالتعلم اللازمة لاستخدام تكنولوجيا الوسائط المتعددة في التعليم، وكذلك طبيعة الفئةالمستهدفة من المتعلمين وأيضا تحديد الحد الأدنى لعدد الوسائل المستخدمة في بناءبرامج الوسائط المتعددة وإمكانية توظيفها عند تصميم هذه البرامج كلما ساعد ذلك عليالتميز في تصميم وإنتاج برامج الوسائط المتعددة بصورة أفضل.
يساعد استعمال الوسائط المتعددة على تكوين مدركات ومفاهيم علمية سليمة مفيدة، فمهما كانت اللغة واضحة في توصيل المعلومة للمتعلم، يبقى أثرها محدودا ومؤقتا بالمقارنة مع أثر استخدام الوسائل التقنية التي تزيد القدرة على الاستيعاب والتذوق، وتعين على تكوين الاتجاهات والقيم، بما تقدمه لهم من إمكانية على دقة الملاحظة، والتمرين على اتباع أسلوب التفكير العلمي، للوصول إلى حل المشكلات، وترتيب واستمرار الأفكار التي يكونها المتعلم؛ كما أنها توفر لديه خبرات حقيقية تقرب واقعه إليه، مما يؤدي إلى زيادة خبرته، فتجعله أكثر استعدادا للتعلم والتكوين والتقويم الذاتيين؛ مما يضفي على التعليم صبغة العالمية والخروج من الإطار المحلي الضيق.
ويعد التعليم عبر شبكة الإنترنت أداة قوية في بعض المجالات. فالحلقات الدراسية عبر الشبكة يمكن أن تساعد الطفل المتعلم في موضوعات مختلفة مثل الحساب والمنطق والتصميمات ثلاثية الأبعاد، وفك الألغاز. كما أن البحوث المتعلقة بموضوعات محددة يمكن أن تؤدي إلى الحصول على معلومات صادرة عن دوائر وجماعات ذات وجهات نظر مختلفة تماماً، ولكن التصور بأن التعليم الحر في الوقت المناسب سيحل محل التعليم النظامي على نطاق واسع يقلل من أهمية دور المدرس في تصميم منهج للتنمية الفكرية، وظهور دور جماعات التعلم. فالتعليم ليس نشاطاً عشوائياً، يتم فيه الانتقال بحرية من موضوع لآخر أو لجمع جزئيات من المعرفة، ومهارات التعلم، ولكنه نشاط يقوم على خطة مدروسة تتكامل في إطارها عملية التعلم مع الأطر الفكرية الواسعة التي تخدم المتعلم في عمله في الحاضر والمستقبل، ويتطلب ذلك تفاعلاً نشطاً بين المتعلم والمدرس، في إطار منهج متكامل من المعرفة والمهارات، بمساعدة التكنولوجيا الحديثة. فالتكنولوجيا لا تحل محل المدرسين، ولكنها توسع من آفاق الحوار التعليمي وتسمح للطالب والمدرس بالمشاركة في جماعات التعلم التي تتجاوز الفصول التقليدية.
وقد أصبح استعمال التطبيقات التكنولوجية ضرورة لا غنى عنها في تحقيق أهداف التربية والتكوين ومن هذه الأسباب الانفجار المعرفي والانفجار السكاني وثورة المواصلات والاتصالات والثورة التكنولوجية وما يترتب عليها من سرعة انتقال المعرفة، كلها عوامل تضغط على المؤسسة التربوية من أجل مزيد من الفعالية والاستحداث والتجديد لمجاراة هذه التغيرات. ولقد لجأت دول العالم إلى استخدام هذه التقنيات بدرجات متفاوتة لمواجهة هذه الضغوط والتحديات.
فلاشك أن الحصول على المعلومات أصبح من السهل بمكان، نظرا لكمية المعلومات والخدمات التي يتيحها الإنترنت. وأصبح الوصول إلى المعلومات واستخدامها في العملية التعلمية أسهل من أي وقت مضى. لكن التعامل مع هذا الكم الهائل من المعلومات والقدرة على فهمها أضحى أصعب بكثير، الأمر الذي جعل ضرورة وجود طرائق جديدة لإيصال المعلومات بشكل سريع ومفهوم أمرا في غاية الأهمية.
ولحسن الحظ رافق تطور الإنترنت تطورا في الأدوات والأساليب والتقنيات التي يمكن استخدامها في التعامل مع المعلومات ومن ثم إيصالها للمستخدمين، وتعتبر الوسائط المتعددة المستخدمة في العملية التعليمية من أهم هذه التقنيات.
وأصبحت العملية التعليمية، في ظل العصر التقني الحديث، تعتمد بشكل قوي على الوسائط المتعددة، مما أدى إلى تمايز فريقين أحدهما يتقن استخدام هذه الأدوات والتقنيات دون التوفر على الخبرة الكافية في أساليب وطرق التدريس،وفريق آخر لديه المعرفة والخبرة في العملية التعليمية التعلمية دون تلبية حاجيات المتعلمين من التشويق والإبداع التي تتيحها هذه الوسائط. (عبد الحميد بسيونى , 2002 : 97 )
المراجع:
سنوسى حسنية ( 2015 ) : الوسائط المتعددة فى التعليم بين التوظيف والامتاع – مذكرة التخرج لنيل شهادة الماستر فى اللغة العربية وآدابها – كلية الآداب والفنون – الجزائر .
عبدالحميد بسيونى ( 2002 ) : الوسائط المتعددة – القاهرة : دار النشر الجامعات .
على بن محمد الكلثمى ( 2016 ) : أثر استخدام تقنية الوسائط المتعددة التفاعيلية فى تنمية مهارات التفكير الابداعى لدى الدارسين لمقرر تقنيات التعليم – دراسات عربية فى التربية وعلم النفس – العدد الخامس والسبعون – كلية التربية – جامعة جدة .
فاتح الدين شنين ( 2014 ) : استخدام الوسائط المتعددة فى التعليم الجامعى – الملتقى الوطنى الثانى حول الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات فى التعليم العالى .