مقدمة فى الارشاد النفسي والصحة النفسية
إن الإنسان هو العنصر الأساسي فى بناء الأمة وتقدمها وتحضرها، فهو الذي يخطط ويعمل ويبتكر وينتج ، فإذا صلح الأساس صلح البناء كله ، و إذا فسد الأساس فسد البناء كله ، ويمر الإنسان خلال مراحل نموه بمشكلات متعددة نتيجة التغيرات الإجتماعيه والإقتصاديه والتكنولوجية والتطورات التي تحدث فى ميدان التربية والتعليم ، حيث أصبح الفرد اليوم يعيش جملة من الصراعات النفسية الناجمة عن التغيرات الأسريه التي تحدث في مجتمعاتنا ، نحو تحول الأسر الممتدة لأسر نووية ، و خروج المرأة إلى العمل ، و انتقال الطفل من البيت إلى المدرسة ، وانتقاله من الطفولة إلى المراهقة ، ثم إلى الشباب والرشد والشيخوخة ، ومن ميدان الدراسة إلى ميدان العمل و من مكان لاخر ، وهذه التغيرات أثرت بدورها على قيم الأفراد وسلوكياتهم وأنماط تفكيرهم ، حيث طغى الجانب المادى على تفكير الأفراد وتدهور النسق القيمي ، وقد اختفت قيم إيجابية مثل : حب الناس والتعاطف والإيثار والشجاعة فى مواجهة الحق وغيرها ، وظهرت قيم أخرى سلبية كالنفاق والرياء والنفعية مما أدى إلى تفكك الروابط الأسرية و وجود العديد من المشكلات الأسرية ، و زاد معدل وجود القلق والاضطرابات النفسية والانحرافات السلوكية بين الأفراد ، و لقد أصبح مجال الإرشاد النفسي من التخصصات الهامة في حياة الإنسان المعاصر ، وذلك لازدياد حاجة هذا الإنسان لمن يأخذ بيده ويساعده على حل مشكلاته ، حيث تزايدت حدة الضغوط النفسية و المشكلات النفسية والاجتماعية نظرا لتغير نمط الحياة وتباعد العلاقات بين الافراد ، وكذلك التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية و التطورات التى تحدث فى ميدان التربية والتعليم حيث أصبح الفرد اليوم يعيش جملة من الصراعات النفسية الناجمة عن التغيرات الاسرية التي تحدث فى مجتمعاتنا .
عناصر الموضوع:
1. مفهوم الإرشاد النفسي .
2. أهداف الإرشاد النفسي .
3. أسس الإرشاد النفسي .
4. أدوات الإرشاد النفسي .
5. طرق الإرشاد النفسي .
مفهوم الارشاد النفسى :
يعرف الارشاد النفسى بأنه هو العلمية الرئيسية فى خدمات التوجيه النفسى ويشمل الارشاد إلى العلاج النفسى والارشاد إلى التدريس وهو عبارة عن إرشاد فردى أى وجها لوجه وجماعى وهو يمثل الجزء العملى فى ميدان التوجيه وقد يكون مباشرا أو غير مباشر .
وهو ممارسة مهنية متخصصة تتضمن تطبيق مبادئ ونظريات علم النفس فى تعديل سلوك المسترشدين بهدف مساعدتهم على تحقيق أقصى إشباع ممكن لحاجاتهم وفق إمكاناتهم الشخصية ومعايير المجتمع .
كما تعرف الجمعية الأمريكية للارشاد النفسى بأنه علاقة مهنية تمكن مختلف الافراد والأسر والمجموعات للتمتع بالصحة النفسية ، التعلم ، الأهداف المهنية وهو ما يعنى أن الارشاد النفسى عبارة عن علاقة مهنية بين مرشد ومسرشد قائمة على المبادئ والقوانين والأساليب المستمدة من النظريات النفسية ، الغرض منها مساعدة المسترشد على تعديل سلوكه وتنمية الجانب الايجابى فى شخصيته وإشباع حاجاته المتنوعة للوصول به إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من النجاحات العلمية والعملية .
والارشاد النفسى عملية واعية مستمرة بناءة ومخططة ، و تهدف إلى مساعدة وتشجيع الفرد لكل يفهم نفسه ويحللها ، ويفهم ميوله واستعدادته وقدراته ونواحى نبوغه ونواحى قصوره ، واتجاهاته النفسية وخبراته ومشكلاته وحاجاته ، وأن يستخدم وينمى كل إمكانياته بذكاء إلى أقصى حد مستطاع عن طريق مواهبه وذكائه وفى ضوء معرفته وخبراته ورغبته فى عمل ذلك.
وهو عبارة عن عملية تعليمية تساعد الفرد على أن يفهم نفسه بالتعرف على الجوانب الكلية المكملة لشخصيته حتى يتمكن من اتخاذ قراراته بنفسه وحل مشكلاته بموضوعية مجردة مما يسهم فى نموه الشخصى وتطوره الاجتماعى والتربوى والمهنى ، ويتم ذلك خلال علاقة إنسانية بينه وبين المرشد النفسى الذى يتولى دفع العملية الارشادية نحو تحقيق الغاية منها بخبراته المهنية .
وهى عملية تشمل كل الجوانب التى تهم الطالب والتى تهتم بالمشكلات التى تتطلب تدخل ذوى الاختصاص لمساعدة الطالب على فهمها سواء كانت مشكلات أكاديمية أو شخصية أو اجتماعية.
وهو ما يعنى أن الارشاد النفسى التربوى عبارة عن عملية تشمل جميع جوانب شخصية المتمدرس ، تقوم على تشخيص لنوعية المشكلات التى يعانى منها ، على المستوى الانفعالى والعقلى والاجتماعى ، والعمل على إكساب المتمدرس مهارات حل المشكلات ، والوصول به لتحقيق التوافق النفسى والتفوق الدراسى .
وهو عملية بناءة تستهدف مساعدة الفرد فى أن يفهم ذاته ويعرف خبراته ويحدد مشكلاته فى ضوء معرفته وتدريبه كى يصل إلى تحقيق الأهداف المرجوة ، فالارشاد النفسى يرمى إلى مساعدة الفرد على تحقيق :
- فهمه لذاته عن طريق إدراكه لقدراته ومهاراته واستعداداته .
- فهمه للبيئة التى يعيش فيها .
- فهمه للمشكلات التى تواجه .
- استغلال إمكانياته الذاتية وإمكانيات بيئته .
- أن يتكيف مع نفسه ومع مجتمعه فيتفاعل معه تفاعلا سليما .
- أن يستخدم ما لديه من امكانات أو استعدادات وامكانات بيئية ويوظفها أحسن توظيف .
وهو ما يعنى أن الارشاد النفسى هو عملية موجهة وغايتها مساعدة المتمدرس للوصول إلى تحقيق أهدافه ، وأن أهدافه مرتبطة عمليا بالأهداف العامة الارشاد والتى نجد من بينها الوصول للمتمدرس إلى تحقيق ذاته دراسيا عن طريق مساعدته لتحقيق النجاح فى حياته الدراسية والمهنية. ( كاملة الفرخ , عبدالجابرتيم , 1999 : 13 )
أهداف الارشاد النفسى :
الارشاد عملية نفسية يستطيع الفرد من خلالها تحقيق مرحلة متقدمة من الكفاءة الذاتية بهدف إجراء تغيير ذاتى للفرد لمساعدة نفسه بنفسه ، ومن الأهداف التى يحققها الارشاد النفسى :
- مساعدة كل مسترشد فى اكتساب الوعى الذاتى بنفسه والمحافظة على ذلك بحيث يصبح قادرا على تحمل مسئولية نفسه .
- مساعدة كل مسترشد من مواجهة أى تهديد لحياته وفهم مجالات المسترشد لزيادة اهتمامه بمساعدة الآخرين .
- مساعدة كل مسترشد فى استحضار طاقاته وقدراته وأسلوب حياته بما يتفق مع القيم الاخلاقية للمجتمع .
- مساعدة المسترشدين فى عملية الاختيار واتخاذ القرار ، واستخدام جميع مواردهم لإحداث التكيف الملائم مع عالمهم التعليمى والمهنى والشخصى .
- حل مشكلات المسترشدين وتوجيه جوانب القوة فى شخصياتهم وتوجيه نموهم .
- تحسين فاعلية قدراتهم للتكيف وتنمية عمليات صنع واتخاذ القرار .
- البناء العريض للنفس كى تكون أكثر توافقا وتكيفا فى الحياة على أسس واقعية معبرة ، ويجب أن يكون هدف الارشاد هو المسترشد .
- تحقيق الصحة النفسية وحل مشكلات المسترشد وذلك بأن يساعده المرشد على إيجاد الحلول الذى يقترحها المسترشد بنفسه ، وكذلك تعليمه كيفية حل مشكلاته مستقبلا .
- فهم وتقبل الذات وذلك من خلال معاونة الفرد على إدراك ذاته بشىء من الموضوعية والحيادية ليواجه بشجاعة ما لديه من نقاط ضعف .
- مساعدة المسترشد على تحقيق ذاته ووصوله إلى درجة من تحقيق الذات تساعده على التكيف مع نفسه ويكون راضيا عنها .
- تحقيق التوافق وذلك من خلال مساعدة المسترشد على تغيير وتعديل سلوكياته لتتوائم مع متطلبات بيئته .
- تحسين العملية التربوية من خلال إثارة الدافعية و تشجيع الرغبة فى التحصيل واستخدام الثواب والتعزيز ، وجعل الخبرة التربوية التى يعيشها الطالب كما ينبغى أن تكون من حيث الفائدة المرجوة .
- مساعدة المسترشد على توجيه نموه وتنمية طاقاته إلى أقصى حد ممكن ، مما يحسن من فاعليتهم الشخصية ويعلمهم كيفية التغلب على السلوكيات غير المقبولة .
- مساعدة المسترشد على اتخاذ القرار المناسب لنفسه وبنفسه .
- زيادة مهارة المسترشد فى التعامل مع المشكلات حتى يتمكن من تحقيق التوافق السليم مع نفسه ومع الآخرين .( صالح عتوته , 2018 : 21 )
أسس الارشاد النفسى :
تقوم عملية الارشاد عل أسس عديدة ينبغى على القائمين عليها فهمها وإدراكها ومعرفة كيفية تطبيقها ، والاستفادة منها ، وهذه الأسس هى :
١- الأسس الفلسفية :
يقوم الارشاد التربوى على فلسفة ديمقراطية تمنح الفرد حرية فى استغلال كل الفرص المتاحة وفى اتخاذ قراراته بنفسه ، والارشاد يبدأ عادة من الفرد وللفرد من حيث الاستفادة والتطبيق ، بحيث يسعى إلى تحقيق رغباته وإشباع حاجاته دون الخروج عن الأعراف والتقاليد و القيم التى يؤمن بها مجتمعه ، ووظيفة المرشد ليست فى جوهرها سوى مساعدة الفرد على تحديد أهدافه والعمل على تحقيقها ، وتقديم المعونة الفنية التى تساعده على تحقيق الغرض الذى يصبو إليه ، ذلك أن كل فرد يحتاج إلى مساعدة ما لحل مشكلاته المختلفة .
٢- الأسس النفسية :
هناك العديد من الأسس النفسية التى تعتمد عليها عملية الارشاد ، أبرزها مراعاة مطالب النمو وإشباع حاجات الافراد فى كل مرحلة من مراحل نموهم ، فمطالب النمو فى الطفولة تختلف عن مطالب النمو فى المراهقة التى تتميز بتقبل التغيرات الجسمية والتكيف معها ، وتكوين مهارات و مفاهيم ضرورية واختيار نوع الدراسة أو المهنة المناسبة ، ومعرفة السلوك الاجتماعى المطلوب ، كيفية التعامل مع الآخرين ، لذا يجب الأخذ بعين الاعتبار مستوى النضج عند الفرد والأصول الثقافية والقيم الاجتماعية التى نشأ وترعرع فى ظلها ، ومن الضرورى اعتبار عملية الارشاد والتوجيه عملية تعلم يستفيد منها الفرد فى رسم طريقه فى الحياة ، وتعميم ما اكتسب من خبرات على المواقف الجديدة التى تصادفه ، والتحديات التى تتطلب حلولا ودراية وتخطيطا .
٣- الأسس التربوية :
الارشاد هو عملية مساندة لعملية التعليم والتعلم ، ويوجه للإهتمام بالطالب على أساس أنه فرد فى جماعة له حقوق وعليه واجبات ، ولذلك يجب الاستفادة من دور المعلم والاستاذ الجامعى والقائمين على شئون التعليم بقدر الإمكان لإنجاح عملية الارشاد ، ذلك أن عملية الارشاد تعطى العلمية التربوية لتجعلها أكثر فاعلية ، لأن من شروط عملية التعليم الجيد أن تهتهم بعملية الارشاد والتوجيه و التعلم ، كما أن عملية الارشاد يمكن أن يستفاد منها فى تطوير المناهج وطرق التدريس عن طريق التأكيد على تحقيق التكيف الفردى والاجتماعى للطلاب .
٤- الأسس الدينية والأخلاقية :
يمكن للمرشد التربوى أن يقوم بمهام الارشاد الدينى والأخلاقى عن طريق المشاركة والتنسيق مع قسم الدراسات الاسلامية ولذلك لتعزيز الأخلاق الاسلامية الفاضلة ، وأداء الواجبات الدينية كالمحافظة على أداء الصلاة فى أوقاتها ، احترام الآخرين وعدم الإساءة لهم ، وإرساء قواعد المسئولية الذاتية والشخصية ، لكى يشعر كل فرد بتحمل مسئولية أعماله ، وبذلك يدرك عواقب الامور ويتحاشى
إرتكاب المعاصى والذنوب والجرائم ، وفى ذلك فرصة جيدة للتمتع بالصحة النفسية والعقلية والاخلاقية ، ويمكن للمرشد فى هذا الصدد أن يقوم بتنظيم الندوات والمحاضرات واستخدام الإذاعة المدرسية والصحف والمجلات الخاصة والمؤسسة التعليمية لتوعية وإرشاد الطلاب حول تعزيز وغرس المبادئ والمفاهيم الدينية والأخلاقية فى نفوسهم .
٥- الأسس الاجتماعية :
تؤثر ثقافة المجتمع فى أفراده لأن أى شخص ينظر لجماعته المرجعية وثقافة مجتمعه على أنها هى الأصح من بين كل الثقافات ، وعلى المرشد أن يراعى ذلك لكى يتمكن من فهم مسترشده وفهم دوافع سلوكه ، ويهتم هذا الجانب بالنمو والتنشئة الاجتماعية السليمة للطالب ، وعلاقته بالمجتمع ومساعدته على تحقيق التوافق مع نفسه ومع الآخرين فى الأسرة والمدرسة والبيئة الاجتماعية ، ومن الاساليب التى يتبعها المرشد فى هذا المحال حث الطلاب على العمل الجماعى والتنافس الشريف والتعاون ، والمشاركة ، و ودراسة حالات الطلبة الذين يعانون من بعض الصعوبات ، ومن ذوى الاحتياجات الخاصة أو الذين يعانون من المشكلات النفسية والاجتماعية.
٦- الأسس الفسيولوجية :
من اساسيات العملية الارشادية إلمام المرشد بقدر مناسب من الثقافة الطبية عن تكوين الجسم ووظائفه وعلاقة هذه الوظائف بالسلوك ، فالإنسان جسم ونفس وكل منها يؤثر فى الآخر ، فالخوف يؤدى إلى تسارع دقات القلب ، والامراض العضوية تؤدى إلى الحزن والقلق ، ولدى انفعال الفرد يتأثر الجهاز العصبى غير الادارى فتظهر اضطرابات النفس جسمية كاحتجاح لا شعورى مثل ضغط الدم والقولون العصبى وقرحة المعدة والصداع ، وبعض الاضطرابات الجلدية وغيرها من الامراض المتنوعة ، لذلك ينبغى على المرشد أن ينتبه إلى دوافع ومسببات غضب المسترشد ومحاولة ومساعدته فى التخلص منه قبل أن يتحول إلى حالة متعصبة .
٧- الأسس الوقائية :
يهدف إلى توعية الطلاب وتبصيرهم حول الآثار والنتائج الاخلاقية والصحية و النفسية والاجتماعية التى قد تترتب على بعض الممارسات الخاطئة أو السلبية ، والعمل على إزالة مسبباتها وتدريب الطلاب وتنمية قناعاتهم الذاتية للحفاظ على مقومات القيم والاخلاق الفاضلة ، وتعريف الطلاب بالأنظمة واللوائح وكيفية التعامل مع الآخرين بإيجابية واحترام تجنبا للوقوع فى الاخطاء وكذلك كيفية والمحافظة على المرافق العامة والممتلكات ، والتوعية الأمنية ، والسلامة المرورية ، وترشيد استهلاك الماء والكهرباء ، وتوضيح مدى خطورة حمل السلاح أو الأدوات الجارحة .
٨- الأسس التعليمية والمهنية :
يقصد به مساعدة الطالب على اختيار المجال العلمى والعمل الذى يتناسب مع قدراته واستعداداته ورغباته لتحقيق أهداف سليمة وواقعية ومساعدة الطلاب فى اختيار مستقبلهم المهنى والوظيفى ، وتوضيح المجالات الاكاديمية والمهنية لتحقيق التكيف التربوى المنشود ، ليسهل عليهم اختيار المجالات المناسبة لهم وفقا لميولهم وقدراتهم ، ويهدف هذا المجال إلى تحقيق التكيف التربوى للطالب وتبصيره بالفرص التعليمية والمهنية المتاحة ، واحتياج المجتمع وسوق العمل فى ضوء خطط التنمية التى تضعها الدولة ، وتكوين اتجاهات إيجابية نحو بعض المهن والأعمال . ( سهير كامل , 2002 : 7 )
أدوات الارشاد النفسى :
١- المقابلة :
وهى الطريقة المألوفة التى يلجأ إليها المرشد التربوى عادة فى عملية الارشاد النفسى والتربوى للتعرف على شخصية المسترشد و مشكلاته عن طريق التحدث معه ومقابلته بشكل مباشر ، وهى عبارة عن حديث هادف يحاول المرشد أن يكون فكرة أو يجمع معلومات عن شخصية المسترشد الذى يريد مساعدته ، وقد تكون المقابلة مقننة أو تكون مطلقة حرة .
٢- الملاحظة : تعتبر الملاحظة وسيلة هامة من وسائل جمع البيانات وهى تسهم فى جمع معلومات تتعلق بالسلوك للفئات المستهدفة فى المواقف الواقعية فى الحياة فتسهل ملاحظته ورصده ، وهناك أساليب مختلفة من الملاحظة منها الملاحظة البسيطة وهى ملاحظة السلوك أو الظواهر كما تحدث تلقائيا فى ظروفها الطبيعية ودون استخدام أدوات دقيقة للقياس ودون إخضاعها للضبط العلمى ، وتتم إما بطريقة الملاحظة عن بعد أو بطريقة الملاحظة بمشاركة مع الجماعة المراد ملاحظتها ، ومن الملاحظة المنظمة حيث تخضع للتحليل الدقيق والضبط العلمى للظاهرة المراد دراستها فهى تنحصر فى موضوعات محددة سلفا يحددها الباحث للحصول على إجابة عنها .
٣- البطاقة المدرسية :
وهى من أهم الوسائل والأدوات فى مجال التوجيه والارشاد التربوى والمهنى لما يتضح من بيانات تخص النمو التربوى للطالب أو النمو المهنى للعامل أو الموظف فى ضوء النظرة التكاملية للشخصية ، من خلال الدراسة الطولية التراكمية فى الماضى إلى الحاضر وصورة عرضية لحاضر المسترشد سواء المعلومات والبيانات العامة والمعلومات والتقارير السرية كأداة تشخيصية ووسيلة لتقديم خدمات إرشادية وتوجيهية .
٤- الاستبيانات :
وهى عبارة عن أداة تقوم بجمع البيانات والمعلومات عن الأفراد واتجاهاتهم وميولهم ومشاعرهم وسلوكهم ، حيث إن هناك بعض السلوكيات التى يصعب ملاحظتها أو الافصاح عنها مباشرة فى مقابلة إرشادية فتقوم هذه الأداة بهذا الدور .
٥- الاختبارات النفسية :
وهى من أهم الوسائل المستخدمة فى مجال الإرشاد والعلاج النفسى ، فهى سهلة الاستخدام وتوفر الوقت والجهد ومنتشرة بشكل كبير ، و يقوم الاختبار النفسى بقياس الأداء النمطى الاعتيادى للفرد أو أقصى الأداء بمعنى أسرع وأفضل أداء الفرد ، ولها أنواع متعددة منها الفردية والجماعية ومنها اختبارات السرعة والقوة .
٦- دراسة الحالة :
وهى كل المعلومات التى تجمع عن الحالة وتحليل دقيق للموقف العام للحالة ككل ، كما أنها منهج لتنسيق وتحليل المعلومات التى جمعت بوسائل جمع ابمعلومات الأخرى عن الحالة البيئية ، وتهدف إلى الوصول إلى فهم أفضل للمسترشد وتحديد وتشخيص مشكلته وطبيعتها وأسبابها واتخاذ القرارات والخدمات الارشادية اللازمة ، فهى دراسة عميقة للحالة سواء كان فردا أو جماعة كالأسرة فى سياق علاقته بالبيئة الاجتماعية التى يعيش فيها بهدف جمع كل المعلومات عن الحالة وذلك لتقديم صورة مفصلة عن شخصية الفرد فى حاضره وماضيه ، مما يساعد فى الوصول إلى فهم شخصية الفرد ، وتحديد وتشخيص مشكلاته وطبيعتها وأسبابها حتى يتمكن المرشد من تقديم الخدمات الارشادية اللازمة للمسترشد للتغلب على مشكلته . ( رافدة الحريرى , سمير الإمامى , 2011 : 86 )
طرق الإرشاد النفسى
تتعدد طرق و نظريات الإرشاد النفسى منها :
الإرشاد الفردى : يقصد به تقديم خدمات الإرشاد النفسى لطفل واحد فقط فى الجلسة الإرشادية .
الإرشاد الجماعى : يقصد به تقديم خدمات الإرشاد النفسى لمجموعة من الأطفال فى الجلسة الإرشادية من ناحية التوجيه .
الإرشاد الموجه : يقوم فيه المرشد بدور إيجابى فى كشف الصراعات وتفسير المعلومات وتوجيه الطفل نحو السلوك الموجب المخطط له ، مما يؤدى إلى التأثير الميشار فى تغيير الشخصية والسلوك ، و فيه يتحمل المرشد مسؤلية أكبر من تلك التى يتحملها الطفل .
الإرشاد غير الموجه : ورائد هذه الطريقة كارل روجرز ، وحدد روجرز هدف هذه الطريقة بأنها مساعدة الطفل على النمو النفسى السوى ، فإحداث التطابق بين مفهوم الذات الواقعى وبين مفهوم الذات المدرك وبين مفهوم الذات المثالى وبين مفهوم الذات الاجتماعى بمعنى إحداث التغيير من مفهوم الذات السالب إلى مفهوم الذات الموجب ، ومن ثم تكون النتيجة تحقيق التوافق النفسى للطفل من ناحية الفنيات الارشادية .
الإرشاد باللعب : يعد الإرشاد باللعب طريقة شائعة الاستخدام فى مجال إرشاد الأطفال على أساس أنه يستمد من أسس نفسية , وله أساليب تتفق مع مرحلة النمو التى يمر بها الأطفال وتناسبها وأنه يفيد فى تعليم الأطفال وتشخيص المشكلات وفى علاج الاضطرابات السلوكية , ويفترض فى الإرشاد باللعب أن الطفل يقوم وهو يلعب بعملية لعب الأدوار ويعبر فيها عن مشاعره ومشكلاته , أنه ليس كالكبار الذين يمكنهم عمل ذلك بالكلام والتعبير , وهو من أنسب الطرق لإرشاد الأطفال وذلك لعدة أمور وهى تصلح فى حالات التعليم والتشخيص والعلاج , يساعد على نمو شخصية الطفل من جميع جوانبها المختلفة , يتيح الفرصة للطفل للتعبير عن انفعالاته . ( صلاح الدين عبدالقادر , 2019 : 83 )
المراجع:
1. رافدة الحريرى , سهير الإمامى (2011): الإرشاد التربوى والنفسى فى المؤسسات التعليمية – ط1 – عمان : دار المسيرة .
2. سهير كامل (2002): التوجيه والإرشاد النفسى للصغار – ط1 – مركز الإسكندرية للكتاب .
3. صالح عتوته (2018): مدخل إلى التوجيه والإرشاد النفسى والتربوى – مطبوعة مقياس – كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية – جامعة محمد لمين دباغين .
4. صلاح الدين عبدالقادر (2019): الارشاد النفسى والصحة النفسية – مذكرة جامعية غير منشورة – كلية التربية النوعية – جامعة بنها .
5. كاملة الفرخ , عبدالجابر تيم (1999): مبادئ التوجيه والارشاد النفسى – عمان : دار صفاء للنشر والتوزيع .